تساؤلات الصبايا الحرجة في رمضان
"اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت، وإليك النشور".. بهذا الدعاء بدأت "ماسة" صباحها، لكن هذا الصباح ذو طبيعة خاصة كم هو هادئ يطمئن له القلب، إنه نهار أول أيام شهر رمضان المبارك. توقفت ماسة للتفكير قليلا قبل الذهاب لعملها فهي تشكو من حساسية جلدية وتريد وضع كريم حماية ضد أشعة الشمس، لكنها سمعت أن هذا لا يجوز وهي صائمة ففضلت توخي الحذر وعدم وضع الكريم.
وعند ذهاب ماسة للعمل التقت صديقتها "سعاد" وباركت لها على الحجاب وحذرتها من خلعه بعد شهر رمضان وإلا كانت في حكم المرتدة!! كما التقت "هدى" المتزوجة حديثا، فوجدتها في غاية الضيق بسبب تقبيل زوجها لها قبل ذهابه للعمل متخوفة من أن تخدش هذه القبلة صومهما. وحينما اتفقت الصديقات على الذهاب للمسجد لأداء صلاة التراويح فوجئن بـ"هند" تقول إن صلاة المرأة في منزلها أفضل.
وهذه فاطمة تحرص على قراءة القرآن بانتظام من أولى ليالي رمضان حتى أثناء طريقها للعمل تحسبا لتلك الأيام الخاصة، فقد تحيرت بين مقولة أنه يمكن الإمساك بالمصحف مع وجود حائل وأخرى تحرم قراءة القرآن أثناء هذه الفترة.
تساؤلات عديدة تشغل بال كثير من الصبايا مع بداية شهر البر والتقوى رغبة منهن في استغلال الشهر الكريم للتزود بالحسنات والاستغفار وقراءة القرآن.
يسر لا عسر
أكدت د.ملكة دراز أستاذة الشريعة بجامعة الأزهر الشريف في حديثها لـ"إسلام أون لاين.نت" قائلة: دين الإسلام هو دين يسر وليس عسرا ولا يجب التشدد أو إطلاق الأحكام دون اللجوء للشريعة الإسلامية، أما فيما يخص الحائض والنفساء فقد حرم الله عليهما الصلاة تحريما مطلقا، وإذا كان الأصل في الصلاة هو قراءة القرآن، فبالتالي لا يجوز مطلقا مس المصحف أو قراءة القرآن بحائل أو بدون حائل مرفوعا على الحائط أو بين اليدين، كما لا يجوز لهما الطواف بالكعبة أو الجلوس في المسجد إلا مرورا سريعا إذا اضطرتهما الظروف، ويأثم كل من أحل حكما حرمه الله والرسول، أما الدعاء والتسبيح والاستغفار فجائز للجميع في أي وقت وتحت أي ظروف، فعليها الإكثار منه في شهر الكرم.
وفي فتوى نشرت على شبكة إسلام أون لاين تحت عنوان "قراءة الحائض للقرآن من المصحف" أوردت رأي آخر يختلف مع ما طرحته الدكتورة حيث جاء فيها رداً على سؤال هل يجوز للحائض أو النفساء قراءة القرآن، وإن كانت لا تحفظ فهل يجوز لها مس المصحف؟: "يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم شيخ المسجد الزينبي بالقاهرة ـ رحمه الله ـ : يجوز لك أن تقرئي القرآن، فعند السادة المالكية يجوز للحائض قراءة القرآن حال نزول الدم، أما بعد انقطاعه فإنه لا يجوز لها القراءة قبل أن تغتسل، لأنها صارت متمكنة من الاغتسال، فلا تحل لها القراءة قبله.
وتستكمل الإجابة برأي الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله- بأنه يجوز للحائض والنفساء قراءة القرآن عن ظهر قلب، لأن مدتهما تطول فقياسهما على الجنب غير صحيح، فعلى هذا لا بأس أن تقرأ الطالبة القرآن، وهكذا المدرسة في الامتحان وغير الامتحان عن ظهر قلب لا من المصحف، أما إن احتاجت إحداهن إلى القراءة من المصحف فلا حرج عليها بشرط أن يكون ذلك من وراء حائل كالقفازين ونحوهما.
أكرمكم عند الله اتقاكم
وفيما يخص تأدية المرأة لصلاة التراويح في المسجد فقالت د.ملكة: في هذا العصر الذي نحيا فيه فلسان حالي يقول ما قالته السيدة عائشة رضي الله عنها: (لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل).
وأضافت: لا أستطيع المنع ولكن أنصح المرأة إذا أرادت الذهاب للمسجد أن تتأدب بآداب الإسلام فلا تؤذي الآخرين سواء بالمظهر الملفت أو اصطحاب الأولاد الصغار دون سن الإلزام بالصلاة أو بأخذ المأكولات والمشروبات وكأن المسجد قد تحول لحديقة، أما كبار السن –رجالا و نساء- الذين لا يستطيعون الوقوف ويجلسون على كراس فعليهم الالتزام بالصفوف الخلفية حتى لا يخلوا بالصف ولا يزاحموا المصلين.
واستطردت: إن الجبين ليندى لما نراه في كبرى المساجد حتى في المسجد النبوي من إساءة معاملة وإهانة وتقريع للنساء كالضرب بالعصي والسب تحت مسمى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فينبغي على هؤلاء تذكر قول الله تعالى: "يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير". وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "رفقا بالقوارير".
وفي هذا السياق يشرح الدكتور يوسف القرضاوي في فتوى سابقة له نشرت على موقعه بعنوان "صلاة النساء للتراويح بالمسجد" أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها بالمسجد، ما لم يكن وراء ذهابها إلى المسجد فائدة أخرى غير مجرد الصلاة، مثل سماع موعظة دينية، أو درس من دروس العلم، أو سماع القرآن من قارئ خاشع مجيد، فيكون الذهاب إلى المسجد لهذه الغاية أفضل وأولى؛ وبخاصة أن معظم الرجال في عصرنا لا يفقهون نساءهم في الدين، ولعلهم لو أرادوا لم يجدوا عندهم القدرة على الموعظة والتثقيف، فلم يبق إلا المسجد مصدرًا لذلك فينبغي أن تتاح لها هذه الفرصة، ولا يحال بينها وبين بيوت الله.. ولا سيما أن كثيرًا من المسلمات إذا بقين في بيوتهن لا يجدن الرغبة أو العزيمة التي تعينهن على أداء صلاة التراويح منفردات بخلاف ذلك في المسجد والجماعة.
بشروا ولا تنفروا
أما بالنسبة لارتداء الفتاة غير المحجبة للحجاب في رمضان وخلعه بعد انتهاء الشهر الكريم فأكدت د.ملكة: أقول لهؤلاء الفتيات البسن الحجاب عسى أن تكون هذه القطرة التي يأتي بعدها الغيث داعية الله أن يجعل لهن هذه البداية، فأنا على يقين أن من تذوق طعم الحماية والسعادة التي يضمنها لها الحجاب الشرعي ستظل متمسكة به.
أما المرتد فهو من كفر بالله ورسوله بإرادة ووعي كاملين، أو من انتقل من دين الإسلام لأي ديانة أخرى حتى مع ظهور هؤلاء فينبغي لنا أن نفرح فلسنا في حاجة للمنافقين، وقد تعهد الله أن يبدل الإسلام بخير منهم في قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم".
ولأن لنا في رسول الله أسوة حسنة ينبغي أن نعرف أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يقبل ويداعب زوجاته، لكن دون أن يصل الأمر لمرحلة إثارة الشهوة، واقتدى به صحابته رضوان الله عليهم، أما الشاب الذي لا يستطيع التحكم في شهواته فيستحب له الابتعاد عن ذلك، ولكن إذا استطاع فلا بأس في ذلك، أما إذا التقى الزوج بزوجته في ليل رمضان كما قال تعالى: "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم" وغلبهما النوم واستيقظا بعد الفجر فصومهما لا غبار عليه.
أما فيما يخص وضع المرأة لمستحضرات التجميل والعطور في نهار رمضان فلا شيء في هذا مادامت في منزلها. و يجوز وضع الكريم غير الظاهر والكحل الأسود فقط أثناء الخروج من المنزل وينبغي الالتزام بهذا سواء في شهر رمضان أو غير ذلك، كما يجوز وضع المراهم العلاجية والقطرة وإجراء التحليل الطبية أثناء الصيام، فالإسلام دين العقل والمنطق وليس دين المبالغة والادعاءات.
كما أنه لا مانع من مشاهدة البرامج والمسلسلات الدينية التي توصل السير للعامة في نهار رمضان، لكن يجب الانتباه لتلك الخطة "الشيطانية" التي تهدف لجذب الناس واستدراكهم بعيدا عن فضل الشهر الكريم.
الحياء مع الله
وتؤكد د.ملكة دراز أن أهم ما ينبغي على أولياء الأمور زرعه في أبنائهم في شهر رمضان المبارك هو تعلم كيف يكون الحياء مع الله في السر والعلن، كما يجب أن نبدأ دعوة للنظافة في هذا الشهر الكريم.
ومن جانبها قالت د.زينب النجار أستاذة علم الاجتماع جامعة الأزهر: شهر رمضان فرصة حقيقية لتغيير سلوكيات المسلم للأفضل، فهو يعودنا على الصبر والبذل والإنفاق والترابط الأسري على مائدة إفطار وسحور واحدة، لذا أنصح الشباب بالحرص على ذلك، كما يقترب الإنسان من ربه ويعتاد كثيرين على الصلاة في المسجد بشكل يخجل بعده كثيرون من الابتعاد عن بارئهم بعد الشهر الفضيل.
وأضافت: فكما يتعلم كثير من الشباب إذا صدق قلبه كيف يستطيع كبح جماح نفسه ويغض بصره ويحسن معاملة والديه وإخوته، والعفو والصفح عمن ظلمنا، سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الرسول صلى الله عليه وسلم عن دعاء تدعو به ليالي العشر؟ فقال: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا"، كما يتعلم فيه المسلم الحق الابتعاد عن الكبائر والابتعاد عن الكذب، فهو البوابة الذهبية للعديد من للذنوب والمعاصي، وكذلك يجب علينا أن نستغل كل لحظة تمر علينا في شهر الكرم لنغير من أنفسنا ومن كل ما حولنا للأفضل.
"اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت، وإليك النشور".. بهذا الدعاء بدأت "ماسة" صباحها، لكن هذا الصباح ذو طبيعة خاصة كم هو هادئ يطمئن له القلب، إنه نهار أول أيام شهر رمضان المبارك. توقفت ماسة للتفكير قليلا قبل الذهاب لعملها فهي تشكو من حساسية جلدية وتريد وضع كريم حماية ضد أشعة الشمس، لكنها سمعت أن هذا لا يجوز وهي صائمة ففضلت توخي الحذر وعدم وضع الكريم.
وعند ذهاب ماسة للعمل التقت صديقتها "سعاد" وباركت لها على الحجاب وحذرتها من خلعه بعد شهر رمضان وإلا كانت في حكم المرتدة!! كما التقت "هدى" المتزوجة حديثا، فوجدتها في غاية الضيق بسبب تقبيل زوجها لها قبل ذهابه للعمل متخوفة من أن تخدش هذه القبلة صومهما. وحينما اتفقت الصديقات على الذهاب للمسجد لأداء صلاة التراويح فوجئن بـ"هند" تقول إن صلاة المرأة في منزلها أفضل.
وهذه فاطمة تحرص على قراءة القرآن بانتظام من أولى ليالي رمضان حتى أثناء طريقها للعمل تحسبا لتلك الأيام الخاصة، فقد تحيرت بين مقولة أنه يمكن الإمساك بالمصحف مع وجود حائل وأخرى تحرم قراءة القرآن أثناء هذه الفترة.
تساؤلات عديدة تشغل بال كثير من الصبايا مع بداية شهر البر والتقوى رغبة منهن في استغلال الشهر الكريم للتزود بالحسنات والاستغفار وقراءة القرآن.
يسر لا عسر
أكدت د.ملكة دراز أستاذة الشريعة بجامعة الأزهر الشريف في حديثها لـ"إسلام أون لاين.نت" قائلة: دين الإسلام هو دين يسر وليس عسرا ولا يجب التشدد أو إطلاق الأحكام دون اللجوء للشريعة الإسلامية، أما فيما يخص الحائض والنفساء فقد حرم الله عليهما الصلاة تحريما مطلقا، وإذا كان الأصل في الصلاة هو قراءة القرآن، فبالتالي لا يجوز مطلقا مس المصحف أو قراءة القرآن بحائل أو بدون حائل مرفوعا على الحائط أو بين اليدين، كما لا يجوز لهما الطواف بالكعبة أو الجلوس في المسجد إلا مرورا سريعا إذا اضطرتهما الظروف، ويأثم كل من أحل حكما حرمه الله والرسول، أما الدعاء والتسبيح والاستغفار فجائز للجميع في أي وقت وتحت أي ظروف، فعليها الإكثار منه في شهر الكرم.
وفي فتوى نشرت على شبكة إسلام أون لاين تحت عنوان "قراءة الحائض للقرآن من المصحف" أوردت رأي آخر يختلف مع ما طرحته الدكتورة حيث جاء فيها رداً على سؤال هل يجوز للحائض أو النفساء قراءة القرآن، وإن كانت لا تحفظ فهل يجوز لها مس المصحف؟: "يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم شيخ المسجد الزينبي بالقاهرة ـ رحمه الله ـ : يجوز لك أن تقرئي القرآن، فعند السادة المالكية يجوز للحائض قراءة القرآن حال نزول الدم، أما بعد انقطاعه فإنه لا يجوز لها القراءة قبل أن تغتسل، لأنها صارت متمكنة من الاغتسال، فلا تحل لها القراءة قبله.
وتستكمل الإجابة برأي الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله- بأنه يجوز للحائض والنفساء قراءة القرآن عن ظهر قلب، لأن مدتهما تطول فقياسهما على الجنب غير صحيح، فعلى هذا لا بأس أن تقرأ الطالبة القرآن، وهكذا المدرسة في الامتحان وغير الامتحان عن ظهر قلب لا من المصحف، أما إن احتاجت إحداهن إلى القراءة من المصحف فلا حرج عليها بشرط أن يكون ذلك من وراء حائل كالقفازين ونحوهما.
أكرمكم عند الله اتقاكم
وفيما يخص تأدية المرأة لصلاة التراويح في المسجد فقالت د.ملكة: في هذا العصر الذي نحيا فيه فلسان حالي يقول ما قالته السيدة عائشة رضي الله عنها: (لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل).
وأضافت: لا أستطيع المنع ولكن أنصح المرأة إذا أرادت الذهاب للمسجد أن تتأدب بآداب الإسلام فلا تؤذي الآخرين سواء بالمظهر الملفت أو اصطحاب الأولاد الصغار دون سن الإلزام بالصلاة أو بأخذ المأكولات والمشروبات وكأن المسجد قد تحول لحديقة، أما كبار السن –رجالا و نساء- الذين لا يستطيعون الوقوف ويجلسون على كراس فعليهم الالتزام بالصفوف الخلفية حتى لا يخلوا بالصف ولا يزاحموا المصلين.
واستطردت: إن الجبين ليندى لما نراه في كبرى المساجد حتى في المسجد النبوي من إساءة معاملة وإهانة وتقريع للنساء كالضرب بالعصي والسب تحت مسمى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فينبغي على هؤلاء تذكر قول الله تعالى: "يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير". وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "رفقا بالقوارير".
وفي هذا السياق يشرح الدكتور يوسف القرضاوي في فتوى سابقة له نشرت على موقعه بعنوان "صلاة النساء للتراويح بالمسجد" أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها بالمسجد، ما لم يكن وراء ذهابها إلى المسجد فائدة أخرى غير مجرد الصلاة، مثل سماع موعظة دينية، أو درس من دروس العلم، أو سماع القرآن من قارئ خاشع مجيد، فيكون الذهاب إلى المسجد لهذه الغاية أفضل وأولى؛ وبخاصة أن معظم الرجال في عصرنا لا يفقهون نساءهم في الدين، ولعلهم لو أرادوا لم يجدوا عندهم القدرة على الموعظة والتثقيف، فلم يبق إلا المسجد مصدرًا لذلك فينبغي أن تتاح لها هذه الفرصة، ولا يحال بينها وبين بيوت الله.. ولا سيما أن كثيرًا من المسلمات إذا بقين في بيوتهن لا يجدن الرغبة أو العزيمة التي تعينهن على أداء صلاة التراويح منفردات بخلاف ذلك في المسجد والجماعة.
بشروا ولا تنفروا
أما بالنسبة لارتداء الفتاة غير المحجبة للحجاب في رمضان وخلعه بعد انتهاء الشهر الكريم فأكدت د.ملكة: أقول لهؤلاء الفتيات البسن الحجاب عسى أن تكون هذه القطرة التي يأتي بعدها الغيث داعية الله أن يجعل لهن هذه البداية، فأنا على يقين أن من تذوق طعم الحماية والسعادة التي يضمنها لها الحجاب الشرعي ستظل متمسكة به.
أما المرتد فهو من كفر بالله ورسوله بإرادة ووعي كاملين، أو من انتقل من دين الإسلام لأي ديانة أخرى حتى مع ظهور هؤلاء فينبغي لنا أن نفرح فلسنا في حاجة للمنافقين، وقد تعهد الله أن يبدل الإسلام بخير منهم في قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم".
ولأن لنا في رسول الله أسوة حسنة ينبغي أن نعرف أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يقبل ويداعب زوجاته، لكن دون أن يصل الأمر لمرحلة إثارة الشهوة، واقتدى به صحابته رضوان الله عليهم، أما الشاب الذي لا يستطيع التحكم في شهواته فيستحب له الابتعاد عن ذلك، ولكن إذا استطاع فلا بأس في ذلك، أما إذا التقى الزوج بزوجته في ليل رمضان كما قال تعالى: "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم" وغلبهما النوم واستيقظا بعد الفجر فصومهما لا غبار عليه.
أما فيما يخص وضع المرأة لمستحضرات التجميل والعطور في نهار رمضان فلا شيء في هذا مادامت في منزلها. و يجوز وضع الكريم غير الظاهر والكحل الأسود فقط أثناء الخروج من المنزل وينبغي الالتزام بهذا سواء في شهر رمضان أو غير ذلك، كما يجوز وضع المراهم العلاجية والقطرة وإجراء التحليل الطبية أثناء الصيام، فالإسلام دين العقل والمنطق وليس دين المبالغة والادعاءات.
كما أنه لا مانع من مشاهدة البرامج والمسلسلات الدينية التي توصل السير للعامة في نهار رمضان، لكن يجب الانتباه لتلك الخطة "الشيطانية" التي تهدف لجذب الناس واستدراكهم بعيدا عن فضل الشهر الكريم.
الحياء مع الله
وتؤكد د.ملكة دراز أن أهم ما ينبغي على أولياء الأمور زرعه في أبنائهم في شهر رمضان المبارك هو تعلم كيف يكون الحياء مع الله في السر والعلن، كما يجب أن نبدأ دعوة للنظافة في هذا الشهر الكريم.
ومن جانبها قالت د.زينب النجار أستاذة علم الاجتماع جامعة الأزهر: شهر رمضان فرصة حقيقية لتغيير سلوكيات المسلم للأفضل، فهو يعودنا على الصبر والبذل والإنفاق والترابط الأسري على مائدة إفطار وسحور واحدة، لذا أنصح الشباب بالحرص على ذلك، كما يقترب الإنسان من ربه ويعتاد كثيرين على الصلاة في المسجد بشكل يخجل بعده كثيرون من الابتعاد عن بارئهم بعد الشهر الفضيل.
وأضافت: فكما يتعلم كثير من الشباب إذا صدق قلبه كيف يستطيع كبح جماح نفسه ويغض بصره ويحسن معاملة والديه وإخوته، والعفو والصفح عمن ظلمنا، سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الرسول صلى الله عليه وسلم عن دعاء تدعو به ليالي العشر؟ فقال: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا"، كما يتعلم فيه المسلم الحق الابتعاد عن الكبائر والابتعاد عن الكذب، فهو البوابة الذهبية للعديد من للذنوب والمعاصي، وكذلك يجب علينا أن نستغل كل لحظة تمر علينا في شهر الكرم لنغير من أنفسنا ومن كل ما حولنا للأفضل.