لحن الحياة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



    المحبــــــة هـــي صلــــة الوصــــــــل

    avatar
    الأخـلاق تصنـع الرجـال


    عدد المساهمات : 56
    تاريخ التسجيل : 29/08/2009
    العمر : 35
    الموقع : القلوب الطيبة والمحبة والصادقة

    المحبــــــة هـــي صلــــة الوصــــــــل Empty المحبــــــة هـــي صلــــة الوصــــــــل

    مُساهمة  الأخـلاق تصنـع الرجـال الأحد أغسطس 30, 2009 9:32 am

    المحبة هي صلة الوصل
    وجه سؤال لمدير مدرسة: أين تضع التعليم الديني في برنامجك؟!، فأجاب: إننا نعلم الدين في كل شيء: في الحساب من خلال الدقة، وفي اللغة بالتدريب على قول ما نقصد، وفي التاريخ عبر المحتوى الإنساني، وفي الجغرافيا بسعة الذهن، وفي علم الفلك عن طريق إجلال عظمة الكون، وفي الرياضة باللعب الحسن، كما ننقل الدين بتعليم الرفق بالحيوان، وكذلك اللطف في العلاقات الإنسانية، واكتشاف الحقيقة في كل شيء.
    واليكم هذا الرجل الذي يتحدث عن والده الطيب المحب الوفي الدائم الابتسام والدعاء للآخرين، يقول: طوال سنة كاملة كان أبي البالغ الثمانين يقطع عشرات الكيلومترات يومياً ليتفقد أمي في مستشفى بعيد، وكانت الرحلة في الحافلة تستغرق نحو ساعتين ذهاباً وساعتين إياباً، لكن أبي لم يأبه لذلك فهو كان ودوداً ومنفتحاً، وانشأ صداقة مع السائق، كما كان يبش للركاب الآخرين.

    وذات يوم شتائي ماطر كان أبي ينتظر في موقف الحافلة، حين توقفت سيارة صغيرة أمامه، ومد سائقها الشاب رأسه وعرض على والدي أن يأخذه للبيت، ثم اخبره أن عطلاً طرأ على الحافلة، وان سائقها وهو صديقه اتصل به هاتفياً طالبا منه أن يتوجه إلى ذلك الموقف حيث سيجد رجلاً متقدماً في السن، وان ينقله بأمان إلى منزله.

    المغزى من كل كلامي ما تقدم منه وما تأخر، إن الدين في جوهره ما هو إلا علم وبناء ومحبة، العلم يقربنا من الله أكثر، والبناء نطبق فيه حكمة الله في إعمار الأرض، والمحبة هي صلة الوصل التي لا تنقطع بين العبد وربه، وبين الإنسان وأخيه الإنسان، ليتقوّم السلوك، ويسود العدل، ويرتفع البشر عن الصغائر.

    إن من يحب الناس لا بد وان يحبه أكثر الناس، وبالتالي فمحبة الله ليست بعيدة عنه.. ومحمد إنما جاء ليتمم مكارم الأخلاق، ومن مكارم الأخلاق هذه، هي تلك التضحية والوفاء والعشق من ذلك الشيخ لرفيقة دربه، لهذا أرسل الله له من يأتيه إلى موقف الحافلة، ليوصله إلى بيته معززاً مكرماً، صحيح أنها حالة بسيطة، قد يعتبرها البعض مصادفة، غير أنني تأثرت بها ابلغ التأثير، فلا شيء في الدنيا كلها يعادل التضحية من اجل إنسان آخر في حاجة إلى تضحيتك، مهما كانت التضحية تلك صغيرة.

    والدين ليس هو الطقوس فقط، وليس هو الحركات، وليس هو المظاهر، ولكنه أعظم من ذلك كثيراً، وهدفه ابعد بمراحل عن كل أفق ضيق محدود.

    الدين المعاملة، ويا ليتنا نعرف ونتدبر ونتفحص وننقاد لتلك المعاملة (الراقية المثالية) مثلما ننقاد لشهواتنا ونزواتنا ومطامعنا أحياناً

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 5:22 am